التاسع عشر من نوفمبر و ما تلاه كان الأكثر إيلاما. إعتدنا هجوم محتكري وسائل العنف على الأنقياء العزل و لكن لم نعتد متى نتوقعه. متى ترى السلطة أن إستخدام العنف هو سبيلها للتصدي للأنقياء؟ و لماذا يتركونهم أحيانا؟!
![]() |
Source: 3arabawy |
![]() |
Source: 3arabawy |
ضربوا. أخذوا الأعين. شوهوا الأوجه. قتلوا. توقفوا. عذرا نسيت ذكر سخروا أم أني لم أنس, فقط لا أعرف ترتيبها بين الأحداث. أحداث؟! كيف إذا أصف التاسع عشر من نوفمبر و ما تلاه؟
تدور نقاشات, إحساس بغدر السياسيين حتى الثوريين منهم لأنهم طالبوا الناس بالنزول ضد المجلس العسكري ثم فشلوا في طرح بديل. من مطالب بطرح بديل؟ الأنقياء و هم في المعركة؟ أم السياسيين الذين أقنعوهم بالنزول للمعركة؟ أهي معركة؟ ما كان الهدف منها؟ من بدءها؟ من أنهاها؟
بدءت الإنتخابات. يعلو صوت التخوين و كل الأطراف تتحدث بإسم الشهداء. و لكن في باطن الخلافات الحادة توحد ضد المجلس العسكري و قتلة الأنقياء. إذا هي كتلة ضخمة غير منظمة يجمعها النقاء الثوري.
من فقدوا أعينهم و شوهوا عاشوا ليسألوا: لماذا فقدناها؟ قالوا: لا نمانع أن نفدي أعيننا الأخرى بل و حياتنا لكننا نريد أن نعرف من أجل أي هدف؟ ماذا عن الشهداء؟ أكانوا يعلمون لماذا يموتون؟
في شارع محمد محمود فلاح لا ينتمي للقاهرة و لا المدينة, لكنه يحارب بالحجارة أمام القنابل و الرصاص لأنه يثق في ثوار التحرير. لا يعلم لما يحارب و لكنه يثق في الميدان لدرجة إهداؤه حياته. أو يعلم؟ أنا لا أعلم. لا أفهم.
![]() |
Source: 3arabawy |
ما الجدوى من تقديم المزيد من الشهداء و الأعين دون تقدم في إسقاط حكم العسكر؟ ما جمعنا قبل التاسع عشر من نوفمبر هو إيماننا بقدرتنا على تحقيق أهدافنا بأجسادنا. الأن لا أعتقد أن أجسادنا تكفي, لكن ما البديل؟ أيوجد أكثر من أجسادنا و أروحنا نقدمه؟
لا يحزنني سقوط الشهداء بل أحسدهم. لا أتوقع النبل من السلطة الغاشمة. لم أفقد الأمل و إلا لماذا أعيش؟ فقط أريد أن أبصر لأرى ما لا أراه الأن. لم تنته الحرب بعد, فالمجلس العسكري مازال يحكم و يقتل. الأنقياء المستعدون للإفداء بأرواحهم من أجل الحرية و الوطن (نعم الوطن) لا يقلوا و لن يقلوا.
![]() |
Source: 3arabawy |
على صفحة حيطان الفليسطينية قرأت: روحي معلقة هناك!! في كف صبي يرمي حجرا في التحرير, تعلن ميلاد الحرية في القاهرة لتسافر الى حيفا... و تهتف بالحشود...فلننتمي للميدان.
إذا فلننتمي للميدان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق