الأربعاء، مايو 09، 2012

الثورة مستمرة بمعاركها الصغيرة و الكبيرة

نوفمبر 2011

تشهد مصر ما سمي لاحقا بأحداث محمد محمود. هو أسبوع تستمر فيه مذبحة و تواطوء سياسيين و صفقات على دماء الثوار. أسبوع من العبث الصادم و الذي أصاب العديد بالشلل الذهني ففوجئنا بمن نادوا بالنزول إلى الشوارع ضد حكم العسكر لا ينطقوا و إن نطقوا فلكي "يولولو" و يتحسروا على الدماء التي تسيل. أتساءل الآن إذا أدركوا لاحقا أنهم أخطأوا عندما طالبوا الثوار بالنزول إالى الشوارع لإسقاط حكم العسكر دون طرح آليات لتحقيق هذا الهدف العظيم. على أي حال نتج عن تلك "الأحداث" أن رفض قطاع من القوى السياسية المشاركة بالإنتخابات بدعوة أنها تقام على دماء الشعب و الثوار كما إدعوا أن لا يمكن إقامة إنتخابات نزيهة تحت حكم العسكر. أدعي أن برفضهم الخوض في الإنتخابات إستمروا في تجريد الثورة من بدائل و أطروحات لتحقيق أهدافها.


على الصعيد الأخر, العديد من القوى السياسية الوطنية على إختلاف تياراتها دعمت قائمة الثورة مستمرة. جاء ذلك بعد أن طرحوا -و منهم بعض مفكري اليسار- أن المعارك السياسية و منها البرلمانية لا تقل أهمية عن معارك الثورة العديدة بل و بالعكس ف لا خيار بعدم خوض المعركة. كما إهتم العديد بالتأكيد على أن الإنتصار و الحيازة على مقاعد بالبرلمان ليس الغاية إنما خوض المعركة هو الغاية لما تعنيه من العمل بالشارع المصري و التواجد مع المواطنين في صفوفهم و فضح كل المخالافات. فإذا تمكن مرشحي قائمة الثورة مستمرة من الفوز بمقاعد, تتحقق الفرصة في إظهار بديل يمثل الشعب من خلال فضح من لا يمثلهم. و أزعم أن مرشحي الثورة مستمرة تمكنوا بالفعل من القيام بالدور المتوقع منهم و إن كانت أعداد الأعضاء منهم معدودة.



مايو 2012

تتكرر المذابح و الصدامات العبثية مع العسكر لكن في مرحلة ما بدء يتضح أنها معارك مفتعلة يتم من خلالها تصفية الثوار عن طريق قتلهم, تشويهم/تعجيزهم و سجنهم. هي أيضا معارك تخلق مسافة كبير -تزداد مع كل صدام- بين الثوار الذين يطالبون بالحريات و المواطنون الذين يبحثون عن لقمة العيش. هنا أيضا يطالب نفس القطاع من القوى السياسية بمقاطعة الإنتخابات الرئاسية و تحت نفس الدعوة أن لا إنتخابات نزيهة تحت حكم العسكر. و أيضا بلا طرح بدائل حقيقية. من طالبوا و يطالبون الآن بالمقاطعة لم يحاولوا حتى أن يبادروا بحملة مقاطعة واسعة النطاق ذات تأثير على الوضع الراهن بل إكتفوا بمقاطعات فردية و في بعض الأحيان بالإستهانة بمن يحاول أن يطرح بديل.

الأدهى في رأيي هو موقف مفكري اليسار الذين طرحوا قائمة الثورة مستمرة بإعتبارها شكل لمعركة ليس الغاية منها الفوز. فقد تحولوا لمنظرين لتأييدهم لمرشح يدعي أنه يعبر عن الإسلام السياسي (لا يرتقي إلى إصلاحي في رأيي) بإعتباره الأجدر بالفوز. لماذا إذا فجأة تحول الفوز إالى غاية؟! لا أجد إجابة على سؤالي, لكني إخترت أن أستمر في التعامل مع الإنتخابات الرئاسية بإعتبارها إحدى المعارك المهمة و ليست بالضرورة الأهم و أن أدعم من أعتبره مرشح الثورة الوحيد و كنت أتمنى أن يكون مرشح اليسار. أنا أدعم خالد علي بغض النظر عن فرصه في الفوز فتلك المعركة لا تنتهي بنهاية الإنتخابات و إنما هي مستمرة طالما الثورة مستمرة.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق